كتب عبد الله سمارة الزعبي ... هل غاب الحس الإنساني في الرمثا؟!
ضمن جولات #حس_بغيرك وجدنا أخوين أردنيين يعيشان في مخزن أحدهما طالب جامعي في السنة الثالثة حاصل على منحة من الديوان الملكي أوقف دراسته بسبب عدم توافر أجرة الطريق والآخر طالب توجيهي..
الأخوين باختصار قصتهما كما يلي:
طلق والدهما والدتهما قبل سنوات طوال وكنت أعرف أحدهما في مركز شبابي وكان يقيم والدهما في ألمانيا ويبعث لهما مبلغ شهري من المال كون والدتهما تقوم بحضانتهما..
بعد سنوات تزوجت الوالدة فبقيا عند جدتهما لأبيهما حتى توفاها الله قبل سنوات معدودات ثم عزم جدهما لأبيهما على الزواج فطردهما من المنزل وتزوج وقطع والدهما المبلغ الذي كان يرسله إليهما فأضحيا دون مال أو مأوى..
عند دخولنا لمكان سكناهم لم نجد لديهم أي وسيلة تدفئة وعند التحري عن كيفية تدبر أمريهما من أجل تناولهما للطعام فوجئنا بأنهما يناولان الطعام صدفة وفي كل مرة عند أحد الناس الذين تبدر منه شفقة إنسانية على حالهما..
المصيبة الأعظم هي أجرة المخزن الشهري مع تكلفة الماء والكهرباء التي تقارب المئة دينار والرب وحده يعلم كيف يتدبران أمر هذه الأجرة..
الشابان ابنان لعشيرة من أغنى عشائر الرمثا وحدثني أكبرهما أنه لم يدع واحدا من أصحاب الملايين في عشيرته إلا وكلمه لكن لا حياة لمن تنادي..
التنمية الإجتماعية والجمعيات الخيرية لا تستطيع تقديم شيء كون الشروط لا تنطبق عليهما (الوالد على قيد الحياة، وهما شابان قادران على العمل)..
والوالد الذي على قيد الحياة مقيم في ألمانيا كما أسلفنا ولا يقدم لهما شيئا !
تساؤلي البسيط: هل غاب الحس الإنساني والتكافل الإجتماعي في الرمثا؟!
كيف يهنأ لك أن تدفئ عظامك، وتمتلئ أمعاؤك، وغيرك يرتجف بردا، ويتضور جوعا !
قال رسول الله -عليه وآله الصلاة والسلام-: (أيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله) رواه مسلم 4648..
حضروا إجابتكم بين يدي الله..

