شباب: الدخل لا يكفي والادخار مطلوب
الرمثا صفحة - الرأي - عمان - فتحي الأغوات -حذر شباب من خطورة الاعتماد في ترتيب الأولويات على المظاهر وتقليد الآخرين بعيداً عن ترتيب أولوياتهم.
وأشاروا في أحاديثهم لـ «الرأي» إلى اضطرار الكثير منهم لبدء حياتهم العملية مثقلين بالديون والقروض البنكية تحت مبررات ومسوغات مختلفة مثل قلة الرواتب وزيادة تكاليف الحياة وغيرها من الاحتياجات التي يراها البعض ضرورية بينما هي للبعض الآخر ترف وكماليات.
وفي الإطار نبه رامي أبو عجمية الى أن حرص الشباب على المظاهر من أهم أسباب تراكم الديون فمعظم شباب اليوم لا يدخرون مبالغ حتى آخر الشهر فكيف يكون باستطاعتهم أن يدخروا للمستقبل في ظل لجوء الكثير منهم إلى المظاهر والكماليات بدعوى أن هذا النمط الاستهلاكي بات من متطلبات الحياة العصرية وهو الأمر الذي غالباً ما يتبعه مزيد من المشاكل المادية والعائلية.
وفي حين عزا طالب الإدارة في جامعة مؤتة محمد بسام انسياق بعض الشباب وراء الماركات العالمية رغم ارتفاع أسعارها أحيانا وعدم مناسبتها لهم، إلى ‹›البرستيج›› فالهم الوحيد لهم الشراء من محل يحمل اسما مشهورا حيث يعتقد البعض أن هذه الماركات تلبي احتياجاتهم وهي بجودة أعلى وأفضل مما يتوافر في المحلات العادية حتى لو اضطر الشاب للاستدانة.
فيما لفت بلال المعايطة إلى أن الديون آفة اجتماعية من شأنها أن تدفع الشباب إلى ارتكاب الجريمة والتهرب من سدادها مثل اصدار الشيكات بدون رصيد او الجوء للسرقة والاختلاس.
وحث الشباب على وضع خطة مالية تتلاءم مع دخولهم المالية بحيث يرتبون الأولويات في مصاريفهم، منوهاً بأن تحقيقها يتم باتباع برنامج التوفير الأنسب لهم أو تنمية مدخراتهم من خلال مشاريع صغيرة تضمن لهم دخلا ماديا إضافياً.
أما صاحب أحد محال الألبسة مالك المناصرة ومن خلال تجربته مع الشباب قال «من الضروري الاهتمام باللباس لكن ليس إلى الحد الذي نراه حيث نشهد اهتمام الشباب المبالغ في تقليد للأغنياء في اقتناء الملابس والظهور بمظهرهم»،ولفت إلى أن لهاث الشباب وراء الموديلات قد يعرضهم للخداع والاستغلال من قبل بعض التجار.
فيما نصح خالدة عودة الشباب بالانتباه إلى خطورة الديون على حياتهم الأسرية ومواجهة احتمالات الاضطرار إلى الاستدانة من خلال التعويد على الادخار وعلى ترتيب جمعية مالية مع المعارف والأصدقاء من أهل الثقة لجمع مبلغ يمكن أن يساعده في تلبية متطلباته وحاجاته الملحة بدل التقيد بدين طويل الأمد وعدم الإنفاق مع الحرص على الترشيد في الاستهلاك والابتعاد قدر المستطاع عن الكماليات التي من الممكن الاستغناء عنها.
وبحسب أخصائيين في علم الاجتماع التنموي فإن هنالك تأثيرات معولمة على شريحة الشباب من خلال طول المدة التي يقضيها الشباب أمام وسائل الإعلام البصرية كالتلفاز والإنترنت، واستغلال الشركات ومؤسسات التسويق العالمية لهذه الوسائل بهدف التسويق لمنتجاتها غير الأساسية في حياة شبابنا المتعطل عن العمل أو المتدني الدخل.
واستدركوا: لكن الواقع المعاش لا يكمن بالمنطق أو التحليل العلمي لهذه السلوكيات الاستهلاكية فالشاب يطلع على آخر المنجزات الترفيهية ويشعر بأنه يجب أن يكون بمستوى أقرانه من الشباب طامحا إلى إشباع فضوله.
وألمحوا إلى أن نسبة من الشباب العامل ولو برواتب قليلة لجأ إلى نظام التقسيط الميسر وطويل الأمد من أجل هذه الغاية وما يسمى بعلم الاجتماع الحرمان لدى الشباب المستهلك وهي المسافة الحياتية بين ما يراه ويشاهده من مواد استهلاكية عالية الكلف وبين ما تعيشه هذه الشريحة من ضغوطات وضيق ذات اليد لاسيما لدى الشباب المتعطل.

