لِمَ الصمت يا اهالي الرمثا ... حمده الهربيد
الرمثا صفحه - حمده الهربيد - الرغم من ارتفاع اصوات علمائنا الوطنيين امثال نضال الزعبي وعلي المر وأيوب ابو ديه وباسل برقان وماجد الطباع وسمير الشيخ تحذيرهم المستمر لتوعية الجهات المسؤولة والمواطنين من خطر الاستمرار بفكرة انشاء المفاعلات النووية في اردننا الحبيب ورمثانا العزيزة .. بالرغم من الرفض الذي اعلن عنه اهالي الرمثا الا ان
هيئة الطاقة النووية الاردنية لا تزال تسعى بل وتكثف جهودها لمواصلة مشاريعها الهدامة في منطقتنا غير مكترثة بمخاطر المفاعلات وان العالم المتقدم هجرها الى استغلال الطاقة البديلة من الشمس والصخر الزيتي المتور لدينا .
ونحن في الرمثا نرفض اقامة المشروع كونه يعد قنبلة موقوتة بيننا وعلى ارضنا باحتوائه مواد مشعه وخطيره مثل اليورانيوم المخصب ، خاصة واننا لا نزال بحالة حرب مع العدو الصهيوني ومهددين من جانبه ، ناهيك عن شح المياه وقلة الخبرة في هذا المجال ، فضلا عن المديونية العالية التي تصل الى 28 مليار ونيف .
كما ان الارض المقام عليها المفاعل في جامعة العلوم والتكنولوجيا لا تزال قضيتها غير واضحة وهي منظورة امام المحاكم من سنوات ، اضافة الى افتقار بلدنا للتشريعات الناظمة لانشاء المفاعلات النووية وعدم موافقة العديد من ابناء المجتمع المحلي على اقامة المفاعل كأحد شروط انشاء المشروع .. نقول بالفم الملآن وبالبنط العريض اننا في الرمثا ضد المشروع ولا نتفق مع مروجيه لتدمير مواطننا وبيئتنا واراضينا الزراعية وتربتنا الخصبة .
لِمَ الصمت ؟! وكيف لنا ان نقف مكتوفي الايدي امام اصرار خالد طوقان على تدمير اهلنا ومناخنا وتربتنا وبيئتنا .. ولِمَ هو مصر على انجاز هذا المشروع والذي يحتاج لمليارات الدنانير ، فيما تئن موازنتنا تحت وطأة مديونية عالية لا مثيل لها في تاريخ الاردن ؟!
الم يعلن العلماء والمهندسون المختصون الاردنيون عن رفضهم لإقامة المفاعلات النووية في الأردن ، مطالبين الحكومة بالتراجع عن مشروع الطاقة النووية والاتجاه نحو الطاقة المتجددة ؟
الم يحذر علماؤنا ومواطنونا من التخبط الذي تعيشه الجهات الرسمية المسؤولة في قضية المفاعل النووي باعتبار ان موضوع الطاقة النووية هبط على الشعب الأردني بشكل سريع ومفاجئ ولم تؤخذ اراء المجتمع المحلي ولم تدرس ارضية وجيولوجية المشروع والمعرّض للهزات الارضية ، مما يضعنا امام علامة استفهام كبرى حول آلية اتخاذ القرارات المصيرية .
واليوم .. يتعلم العالم من الأخطار المحدقة بالمشاريع النووية سواءً اكان من الناحية البيئية او الصحية أو الإقتصادية واخرها زلزال اليابان وما تبعه من أحداث في محطة فوكوشيما النووية اليابانية جعلت دول العالم المتحضر تبحث عن آليات وبدائل للمشاريع النووية وإيقافها نظراً للخطورة الكبيرة التي تشكلها المفاعلات النووية.
وليأتي طوقان من جديد ويزن على الحكومة لمواصلة بناء مفاعل الرمثا على اراضي جامعة العلوم والتكنولوجيا الحاضنة لما يزيد عن 30 الف طالب يدرس فيها
ضاربا بآراء اهالي الرمثا الرافضة وشح المياه فيها بعرض الحائط .. وليقنع الجهات المسؤولة بصحة رأيه وسلامة منطقه !
مرة اخرى .. لِمَ الصمت يا اهالي الرمثا ؟ قفوا يدا واحدة في وجه اعداء مدينتنا وساندوا رمثانا بحمايتها من المشاريع المدمرة لتبقى الرمثا تزهو بانسانها وسهولها وقمحها بعيدا عن خطر الاشعاعات القاتلة للبشر والشجر والحجر .

